مع الإعتراف بأهمية الدواء في مواجهة مرض السكري وبالبعد عن النصائح المعتادة من الأطباء والمختصين بضرورة أخذ جرعات الدواء الموصوفة للمريض من قبل الطبيب المعالج فلا بد من الإشارة أن التوعية والتثقيف الصحي هي الركيزة الأساسية لمرضى السكري للتعامل بشكل أفضل مع المرض والسيطرة بشكل فعال على التعايش معه.
يعتقد العديد من مرضى السكري أنهم بتناولهم لدوائهم سواءً كان الدواء أقراص عن طريق الفم أو حقن الأنسولين يعتقدون أنهم يعالجون مرض السكري والحقيقة أن مرض السكري هو داء مزمن تعد العقاقير الطبية جزءً واحدا فقط من العلاج وليست الوحيدة إذ على المريض تبني إجراءات وتغييرات سلوكية وغذائية وطبية لتحسين السيطرة على هذا المرض.
ويعتبر النشاط البدني والتمارين من الأمور التي ينصح مرضى السكري بالمداومة عليها نظراً لما لها من مردود ايجابي على صحة المريض وجودة الحياة وقد يعتقد الكثير من المرضى أن شهر رمضان المبارك هو أحد الموانع لأداء التمارين البدنية خلال الشهر الكريم مما يؤثر سلباً على معدلات السكر لديهم وعلى تحكمهم بها.
يتوجب على مرضى السكري التيقن بضرورة التغيير في النظام الغذائي والعادات الصحية والثقافة السلوكية خصوصاً مع دخول شهر رمضان وما يقدم فيه على موائد الإفطار من شتى أشكال وألوان الأطعمة والحلويات التي تفسد عليهم فرحتهم بصيامهم وتحرمهم من التمتع والاستفادة من الأجور العظيمة والعبادات التي اكرمنا الله بها في هذا الشهر الفضيل.
ينصح مرضى السكري بشكل عام بممارسة النشاط البدني والتمارين لمدة 30 دقيقة يومياً ويفضل أن تكون هذه التمارين خلال فترة الإفطار وذلك تجنباً لحدوث هبوط في مستوى السكر في الدم أثناء النشاط أو بعده وأفضل ما يمكن مريض السكري فعله هو الاستمرار في نفس نوع التمارين التي كان يؤديها قبل رمضان مثل المشي، الهرولة، ركوب الدراجة مع تغيير الوقت إلى الفترات المسائية أي بعد الأفطار. أما الاشخاص الغير منتظمون بتمارين معينة فإن الشهر الكريم يعتبر فرصة لهم للبدء بالنشاط البدني ويمكنهم البدء بأسهل الأنواع وأيسرها ألا وهو المشي. المرضى الذين يعانون من السمنة والبدانة والتهاب المفاصل يمكنهم اللجوء للتمارين المائية داخل برك السباحة لمساعدتهم على الإسترخاء وتحريك العضلات الكبيرة وتخفيف احتكاك المفاصل.
ومن المهم بمكان مراعاة بعض الأمور الأساسية لمرضى السكري خلال الشهر الكريم:
- استشارة الطبيب المعالج عن امكانية الصوم وتنظيم جرعات الدواء إن لزم ذلك
- الأهتمام بكمية ونوعية الطعام واستشارة أخصائيي التغذية
- الحرص على تناول وجبة خفيفة بين الفطور والسحور
- ممارسة النشاط البدني بمعدل 30 دقيقة يومياً والحرص على أخذ قسط كاف من النوم والراحة
- تناول كميات وفيرة من الماء
- في حالة هبوط السكر خلال الصيام يتوجب قطع الصيام وتناول مادة سكرية حتى لو كان ذلك قبل المغرب بقليل
للمزيد من المعلومات وللحصول على تفاصيل أكثر فيما يتعلق بالتمارين والصوم يمكنكم متابعة الدليل الإرشادي للنشاط البدني على موقعنا على الرابط التالي:
http://namat.qa/NamatImages/Publications/76/QATAR%20PA%20GUIDLINE%20ARABIC.PDF